فإن
تكن اشتقت إلى الجنة فهي قريبة ..
فــحي على جنات عدن فإنهـا منازلنا
الأولى
وفيها المخـيم
ولــكننا سبي العدو فهل تـرى نعود إلى
أوطاننـا ونسلـم
وحي على السوق الذي فيه يلتقي المحـ ـبون ذاك
السوق للقوم يعلم
وحي على روضاتها وخيامها وحي على عيش بها ليس
يسأم
وحي على يوم المزيد الذي به زيارة رب العرش
فاليوم موسـم
فلله برد العيش بين خيامهـا وروضاتها والثغر
في الروض يبسم
ولله واديها الذي هو موعد المز يـد لوفـد
الحب لو كنت منهـم
بذيالك الوادي يهيم صبابـةً محب يرى أن
الصبـابة مغنـم
ولله
أفراح المحبيـن عنـدمـا يخاطبـهم من
فـوقهم ويـسلم
وللـه أبـصارٌ
ترى الله جهرة فلا الضيم
يغشـاها ولا هي تسـأم
فيا ساهياً في
غفلة الجهل والهوى صريع
الأماني عن قريب سيندم
أفق قد دنى الوقت
الذي ليس بعده سوى جنة أو حر
نار تضرم
وهيئ جواباً عندما تسمع
الندا من الله يوم
العرض ماذا أجبتموا ؟
به رسلي لما أتوكم فمن
يكن أجاب سواهم سوف
يخزى ويندم
وخذ من تقى الرحمن أعظم جنة ليوم
به تبدوا
عياناً جهنم
وينصب ذاك الجسر من فوق متنها فهاوٍ
ومخدوشٌ
وناج مسلّم
وتشهد أعضاء المسيء بما جنى كذاك على فيه
المهيمن يختم
فيا ليت شعري كيف حالك عندما تطاير كتب
العالمين
وتقسم
أتأخذ باليمنى كتابك أم تكن بالأخرى وراء
الظهر منك تسلم
وتقرأ فيه كل ما قد عملته فيشرق منك الوجه أو
هو يظلم
فبادر
إذا ما دام في العمر فسحة وعدلك مقبول
وصرفك قيم
فهن المنايا أي
واد نزلنه عليها القدوم أو
عليك ستقدم
اللهم اجعلنا من
المتقين الأبرار ، وأسكنا
معهم في دار القرار ، ولا تجعلنا من
المخالفين الفجار ، وآتنا في الدنيا حسنة
وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب
النار ، يا من لم
يزل ينعم ويجود ، برحمتك …
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتبه :
محمد بن عبد الرحمن العريفي
15/11/1420هـ