( بسم الله الرحمن الرحيم)
يقول هذا الضابط وكان يعمل في السلك العسكري النسائي في السجن
والله لقد قدمت السيف إلى السياف إلى أكثر من ثلاثين رقبة ولم يحرك ذلك في
نفسي شعرة وفي يوم من الأيام تم القبض على فتاة ثم ألقيت في السجن... { ما
خبرها؟}
{ وما قصة هذه الفتاة؟؟}
تعالوا معنا قليلا ليحدثنا هذا الضابط عن قصتها منذ أن خلقها الله عز وجل إلى أن دخلت السجن
يقول الضابط:
نشأت هذه الفتاة الصغيرة بين أب وأم كان لا يعرفان الله عز وجل طرفة عين
حقا, أما الأب فقد سقط في أوحان المسجرات والمخدرات لا يأتي إلا على أذان
الفجر وفمه يعبق برائحة السكر أما الأم فقد سقطت في اوحان الشباب
والمغازلات والمعاكسات الهاتفية وكانت تذهب وتروح مع كثير من الفتيان نشأت
هذه الطفلة وترعرعت في هذا البيت
( وقــــــــفـــــــة)
إذا كان رب البيت للطبل ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص نشأت وترعرعت
على الذنوب والمعاصي حتى كبرت وأصبح عمرها قرابة الثانية والعشرين أو
الثالثة والعشرين أي أنها في عمر الزهور فسقطت هذه الفتاة في نفس الذي سقطت
به أمها من قبل فأصبحت تعاكس الشباب وتكلمهم وتجلس معهم الساعات الطويلة
وتخرج معهم كثيرا
وقد تعرفت على خمسة شباب أو ستة وكانت تخرج معهم
جميعا وتذهب معهم جميعا وكان لهم استراحة لان الأب كان لا يرجع إلا إذا
أذان الفجر ,
والأم إما أنها خارجة والله أعلم مع من تخرج أو إنها مغلقة على نفسها باب الغرفة تتكلم بالهاتف ...........
دارت الأيام والفتاة على حالها حتى أن الله عز وجل في ذلك اليوم الموعود وإذا بالفتاة جالسة مع أولئك الشباب باستراحتهم
وكانوا يتعاطون السكر فشرب الأول حتى شبع والثاني والثالث والرابع فلما
وصل الكأس إلى هذه الفتاة حفظها الله عز وجل في تلك الليلة ولم تشرب وان
كانت قبل ذلك تشرب فبينما الشباب قد غطي على عقولهم إذ قام أحدهم
وقال يا فلانة: , واني استأذنكم أن ألقي كلمته بالعامية لتتبين الصورة على أجمل صورة
قــــــال يا فلانـــة
وقـــالـــت نـــعـــم
وكأني أراها وردة بين الشوك يا فــــلانـــــــة:
قالــــت نــعــم
قـــــال: أنـــا زانـــــي بأمـــــك { لا الـــــــــه إلا الـــــــــلـــــــــه}
فما كان من تلك الفتاة إلا أن اضطربت واشتد اضطرابها ثم دخلت بأحدى الغرف بالاستراحة
وكانت تعرف الاستراحة حق المعرفة وأخذت الرشاش ثم خرجت على هذا الشاب
وأطلقت عليه كل ما في الرشاش من الطلقات حتى خر على الأرض صريعا والدم
يتصبب منه , انهرب الشباب وطاروا تطاير الجراد ولم يبقى منهم أحدا ولم يبقى
إلا هذه الفتاة وذاك الملطخ بدمائه سقطت على ركبتيها لما رأت الدم يسيل
منه
ولم تمتلك نفسها حتى جاء رجال الشرطة وقبضوا عليها ثم أدخلوها في سجن النساء هل انتهت القصة؟؟
لا تقول احدى الشرطيات نقلا عن هذا الضابط :
لما قبضت على هذه الفتاة وأدخلتها في السجن وقفت ولم تتحرك وأخذت تنظر يمينا وشمالا لا تدري ما الذي يدور حولها
, ترى بعض النسوة يقفن ثم ينثنين ثم يخرن على الأرض ثم يقفن مرة أخرى
فقالت الفتاة للشرطية: ما هــــذا؟؟ مــــــــا هــــذه الحـــــركـــات؟؟؟
قالت الشرطية: أنــــــــتي لــــســـتي مــــسلمــــة؟؟
قــالــــت: بـــلـــى أنا مسلمة ولكن ما هذه الحركات؟؟؟؟
قـــالـــت الشرطـــية:هـــــذه الصلاة ألا تصلين؟
؟ قالــــت:والــــلـــــه إني أول مرة أرى هذه الحركات.....
تعرفـــــــــون لمـــــــــاذا؟؟
لأن أبوها كان منشغلا عنها ولم يدخلها المدرسة وأمها كذلك فلم تعش إلا على الضلال والضياع والإهمال المهم يا عباد الله...
. تقول الشرطية:
فانزعجت لها وقبضت عليها اسبوعا كاملا أو يزيد وأنا أعلمها مبادئ الإسلام
والصلاة وبعض القران حتى دخل الإيمان في شغاف قلبها ولامس أوتار روحها
وأصبحت مستقيمة على دين الله عز وجل حق الاستقامة ولم تقف عند هذا الحد بل
إنها ضربت أروع الأمثال في الدعوة إلى الله عز وجل كما تقول الشرطية نقلا
عن هذا الضابط , فلا تدخل فتاة في قضية زنا أو قضية سرقة أو أي قضية إلا
تمسكها هذه الفتاة على جنب وتذكرها باليوم الأخر وبما عند الله عز وجل من
الثواب والعقاب
...... ( فقلبت السجن إلى واحة دعوة إلى الله عز وجل)
تقول إحدى الشرطيات نقلا عن هذا الضابط:
كنت في ليلة من الليالي أدور وأصول وأتجول بين الغرف والعنابر في ظلمة
الليل وإذا بي أرى نورا يتشعشع في أحد الغرف, فأنطلقت إليه فلما دخلت وإذا
بتلك الشابة قائمة ناصبة قدميها بين يدي الله عز وجل تصلي الليل في جوفه
...... ( وقــــــــفـــــــة)
{ يا حبذا عينان في غسق الدجى من خشية الرحمن باكيتان} يقول الضابط في ضم
هذه الأحداث كلها جــــاء قــــرار القـــــــصــــاص فطرقـــتـــه
وجعلتــــــه في درج المكتب ثم أغلقت عليه وقلت في نفسي:
هذه الفتاة غنيمة باردة أصلحت لنا السجن وكفتنا كثيرا من المشاكل اتركها فيه تدعو إلى الله عز وجل ,
ثم ذهبت إلى بيتي مر يومين أو ثلاثة أيام
وإذا بأحد الشرطيين يتصل عليا ويقول: تأتي بأسرع سرعة لأن تلك الفتاة اضطربت واغتنمت في مكتبك وتريد أن تقابلك الآن,
فما كان مني إلا أن لبست لباسي ثم انطلقت إلى المكتب فلما دخلت عليها قلت :ما الذي تريدينه؟ ولماذا كل هذا الإزعاج؟
فقالت:يا أبا فلان أسألك بالله أقرار القصاص قد صدر أم لم يصدر؟ قلت لها:وما شأنكي وما دخلكي....
إن صدر فنحن المسؤولين بتنفيذه وان لم يصدر فنحن المسؤولين عن تأخره...
اذهبي إلى مكانكي في السجن
قـــــالــــت: أســـألــــك بالــــــــــلــــــــــه إن كان قرار
القصاص قد صدر ألا تأخره أبدا إن كنت تريد لي البقاء في الدنيا فاني قد
اشـــتـــقـــت إلى لـــــقـــاء ربـــــي ووالله أني منذ ثلاث ليال وأنا
أرى موطني في الجنة بالمنام ســـــبــــحــان الـــــــلــــه..
.ما بين غمضة عين وانتباهتها يبدل الله من حال إلى حال ,
يقول الضابط:أخرجت لها قرار القصاص فسرت وهدأت ثم
قالت لي:يا أبا فلان أريد منك حاجتــــيــن, أريد منك حاجتــــيــن فقلت لها اسألي ما تريدين..
. قالت: { أما الأولى:}
فإذا جمع الله عز وجل الخلائق يوم القيامة ولم يبقى أحد من الخلق إلا وقد
جاء به الله عز وجل فاني لا أعرف أحدا من هؤلاء كلهم إلا أنت, إن خرج مني
قبل القصاص أو بعد القصاص قدر اظفر ( اسمعي إلى العفاف أيتها المرأة)
.... تقول: لا أعرف أحدا يوم القيامة بين يدي الله عز وجل إلا أنت إن خرج مني قبل القصاص أو بعد القصاص قدر اظفر
قلت:إن شاء الله { وأما الثانية:} قالت أما الثانية: فإذا دنا مني السياف ليضرب عنقي فأخبرني لأدعو الله عز وجل بما أريد...
قلت لها: إن شاء الله فانصرفت فجاء ذلك اليوم الذي اجتمع به من الخلق ما
لا يعلم به إلا الله, فلما أنزلت الفتاة في ساحة القصاص كشفوا عن عينيها
وأخذت تقلب بصرها يمينا وشمالا
وتقول: ( لا اله ألا الله الذي خلق هؤلاء ولا اله ألا الله الذي يحييهم بعدما يميتهم ) ثم اقتربت منها
وقلت لها: يا فلانة لقد دنا السياف منكي
يقول: فرفعت أكف الضراعة إلى الله ثم أخذت تدعو بلسان حار محترق من أقصى
قلبها تدعو على أمها وأبيها بالويل والثبور يـــــا الـــــلــــــــه....
كيف تدعو على أمها وأبيها وهم حشاشة جوفها وريحانة قلبها,
تدعو عليهم بما تذوقه في قلبها من الحسرة والألم...
بما وجدته بين اولئك الشباب, عفوا بما وجدته بين اولئك الذئاب الذين نهشوا
عرضها وأكلوا شرفها تدعو على أمها وأبيها لأنهم أبعدوها عن الصلاة التي
وجدت فيها اللذة الإيمانية, تدعو على أمها وأبيها لأنهم أبعدوها عن دين
الله عز وجل ول يقربوها منه ضــــــــــرب عـــــنــــقــــهـــا وتدحرج
رأسها أمام الناس ولم تنتهي القصة عباد الله إلى الآن
يقول هذا الضابط: اهتممت لها اهتماما شديدا وسألت عنها بعض قريباتي
فقالت لي: لو رأيت مغسلة الموتى كيف كانت مزدحمة بالنسوة والله لم يبقى
امرأة حافظة لكتاب الله ولا داعية إلى الله ولا مستقيمة إلا وقد حضرت الغسل
وارتفعت الأصوات بالمغسلة, كل واحدة منهن تقول أنا أغسلها أنا أغسلها حتى
قامت إحدى النسوة
وقالت: نجعل قرعة بينكن ومن خرجت عليها تغسلها هي